سورة يوسف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


{قالوا جزاؤه مَنْ وجد في رحله} وكانوا يستعبدون كلَّ سارقٍ بسرقته، فلذلك قالوا: جزاؤه مَنْ وجد في رحله أَيْ: جزاء السَّرق، مَنْ وجد في رحله المسروق {فهو جزاؤه} أَيْ: فالسَّرق جزاء السَّارق {كذلك نجزي الظالمين} أَيْ: إذا سرق سارقٌ اسْتُرِقَّ، فلمَّا أقرُّوا بهذا الحكم صُرف بهم إلى يوسف عليه السَّلام ليفتِّش أمتعتهم.
{فبدأ} يوسف {بأوعيتهم} وهي كلُّ ما استودع شيئاً من جرابٍ وجوالق ومِخْلاةٍ {قبل وعاء أخيه} نفياً للتُّهمة {ثمَّ استخرجها} يعني: السِّقاية {من وعاء أخيه كذلك كدنا} ألهمنا {ليوسف} أي: ألهمناه مثل ذلك الكيد، حتى ضممنا أخاه إليه {ما كان ليأخذ أخاه} ويستوجب ضمَّه إليه {في دين الملك} في حكمه وسيرته وعادته {إلاَّ} بمشيئة الله تعالى، وذلك أنَّ حكم الملك في السَّارق أن يضرب ويغرم ضعفي ما سرق، فلم يكن يوسف يتمكَّن من حبس أخيه في حكم الملك لولا ما كاد الله له تلطُّفاً، حتى وجد السَّبيل إلى ذلك، وهو ما أجري على ألسنة إخوته أنَّ جزاء السَّارق الاسترقاق، {نرفع درجات مَنْ نشاء} بضروب الكرامات وأبواب العلم كما رفعنا درجة يوسف على إخوته في كلِّ شيء {وفوق كلِّ ذي علم عليم} يكون هذا أعلم من هذا، وهذا أعلم من هذا حتى ينتهي العلم إلى الله سبحانه. فلمَّا خرج الصُّواع من رحل بنيامين.


{قالوا} ليوسف {إن يسرق} الصُّواع {فقد سرق أخ له من قبل} يعنون: يوسف عليه السَّلام، وذلك أنَّه كان يأخذ الطعام من مائدة أبيه سرَّاً منهم، فيتصدَّق به في المجاعة، حتى فطن به إخوته {فأسرَّها يوسف في نفسه} أَيْ: أسرَّ الكلمة التي كانت جواب قولهم هذا {ولم يُبدها لهم} وهو أنَّه قال في نفسه: {أنتم شرٌّ مكاناً} عند الله بما صنعتم من ظلم أخيكم وعقوق أبيكم {والله أعلم بما تصفون} أَيْ: قد علم أنَّ الذي تذكرونه كذبٌ.
{قالوا يا أيها العزيز إنَّ له أباً شيخاً كبيراً} في السِّنِّ {فخذ أحدنا مكانه} واحداً منَّا تستعبده بدله {إنا نراك من المحسنين} إذا فعلت ذلك فقد أحسنت إلينا.


{فلما استيأسوا} يئسوا {منه خلصوا نجياً} انفردوا متناجين في ذهابهم إلى أبيهم من غير أخيهم {قال كبيرهم} وهو روبيل، وكان أكبرهم سنَّاً: {ألم تعلموا أنَّ أباكم قد أخذ عليكم موثقاً من الله} في حفظ الأخ وردِّه إليه {ومن قبل ما فرطتم في يوسف} {ما} زائدة، أَيْ: قصَّرتم في أمر يوسف وخنتموه فيه {فلن أبرح الأرض} لن أخرج من أرض مصر {حتى يأذن لي أبي} يبعث إليَّ أنَْ آتيه {أو يحكم الله لي} يقضي في أمري شيئاً {وهو خير الحاكمين} أعدلهم، وقال لإخوته: {ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إنَّ ابنك سرق} يعنون في ظاهر الأمر {وما شهدنا إلاَّ بما علمنا} لأنَّه وُجدت السَّرقة في رحله ونحن ننظر {وما كنا للغيب حافظين} ما كنا نحفظه إذا غاب عنا.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8